M_A
ادارة المنتدى
الجنس : عدد المساهمات : 4358 نقاط : 82656 الموقع : بلس دريم العمل/الترفيه : فى المنتدى
| | القطرة الدافئة_قصتى_او يمكن قصتك | |
القطرة الدافئة_قصتى_او يمكن قصتك من أعلى مكان فى بيتة بعيونة المتأملة يرى منطقتة بأبعادها... أضواء متألقة...مبانى بعيدة على مرمى البصر... خلفها البدر مطل فى ليلة صيف معتدلة ، تداعب أنفاسة رائحة الذرة المشوى المنبعث من السيدة التى تحاول أن تلتقط رزقها فى نفس المكان أسفل بيتة منذ أن كان طفل صغير ، فيوجة عينية الى الشارع منتظر أن تظهر حبيبتة (بنت الجيران) وهى عائدة الى المنزل لكى يلحق بها ويصتنع الصدفة ، لا يبالى بإمتحان الثانوى العام الذى يتبقى علية بضع ساعات.... فهو لايملك نفسة فى (سطح) بيتة .... فهو بيتة الأخر يعزل نفسة فية ليشعر بالحرية ينظر الى السماء ويستنشق الهواء ويترك لخيالة العنان ، منذ نعومة أظافرة و (سطح بيتة) بوجة خاص لة سحر فى نفسة !
عندما كان طفلا صغيرا كان يصعد ليلهو مع أختة الصغيرة من ساعة العصارى حتى ينعكس شفق شمس الغروب على أجسادهم الصغيرة ، وكان أحب وقت لة هو وقت الغروب ... حيث تصعد أمة وتطلب منة هو و أختة أن يلحقوا بالطيور لإدخالهم الى (العش) وبعد مطاردة ممتعة لة و أختة يتبقى (دجاجة) متمردة ثم يحاول وينجح فى الإمساك بها ليضعها مع الأخرين ، وبعد هذة المطاردة يجلس ليأخذ أنفاسة القصيرة وينظر الى أعلى مكان فى (السطح) كان يطلق علية (غرفة الخزانات) وكان يتمنى أن يصعد أعلى هذة الغرفة ليرى مدينتة الصغيرة من أعلى مكان ... ولكن أمة كانت تحذرة من الصعود على هذا السلم الحديدى خوفا علية من أن يسقط ....
وتغيب الشمس ويتبقى منها الشفق الأحمر الذائب فى السحب المتناثرة فى السماء ... فتتوسطهم أمهم هو و أختة الصغيرة ليطلون على الشارع الرئيسى ويتأملون المارة ، فتطلب أختة الصغيرة من أمة (كوز زرة من نعيمة)!... وما هى إلا ثوانى حتى يكون صوتة الناعم يدوى فى الشارع بإسم (يا نعيمة) ويكون (السبّت) بالنقود ممتد بالحبل أسفل العمارة .... يصعد (السبّت) بأكواذ الذرة المشوى حيث كانت تساوى أمة بين الشقيقين خاصة فى الطعام .
وينهمكون فى أكل الذرة المختلط بالتعليقات الطفولية بينما أمهم تجاريهم فى الحوار !
أصوات (أذان العشاء) تدوى فى كل مكان فى المدينة الصغيرة .... ثم من المسجد المقابل لبيتة ... فتتمّم أمهم على الطيور فى (العشش) بينما هو ينتظرها أمام باب السطح أسفل (غرفة الخزانات) ...
و إذ بقطرة ماء دافئة تسكن أسفل رأسة ... بحركة لا إرادية يوجة نظرة إلى الأعلى ويركز بصرة على مصدر هذة القطرة .... ولكن لا يجد شئ أعلى تلك الغرفة...فيتعجب من هذة القطرة الدافئة!!
أصبح الطفل صبيا فى السابعة عشر من عمرة ....
يصعد الى نفس المكان وفى يدة ألة الجيتار ...يبدأ العزف عليها والغناء بصوتة لحبيبتة (بنت الجيران) ويتمنى أن يصل صوتة إلى قلبها !
فيؤلف ويلحن ويغنى وهى ملهمتة الوحيدة ، فيملاء صدرة بالهواء الصافى فتملكة نشوة وكأنة طائر فى السماء ، فيرى وجهها و إبتسامتها فى خيالة فتلهمة بأغنية أخرى جديدة .... وفجأة يتوقف عن الغناء... متعجبا من القطرة الدافئة التى أستقرت على جبينة ... فنظر الى أعلى ...إتجاة (غرفة الخزانات) ولم يجد شئ !
فيعلن التمرد على تحذير أمة من الصعود وتجاهل مخاوفة من السقوط ... فصعد وبحث عن مصدر هذة القطرة ولكن.... دون جدوى ... لم يصل الى شئ!
وما إن عاد الى مكانة مرة أخرى حتى وجد أبوة و أمة صاعدين ليقضوا الليلة فى المكان المفضل ... فيجلس معهم .. ثم تتوسطهم شقيقتة ليبدأ النكاف بينهم رغم أنهم أصبحوا أكبر من ذى قبل ، فتستمر الليلة الأسرية ... بينما هو من أن الى أخر ينظر الى أعلى محاولا أن يعرف مصدر (القطرة الدافئة)!
فى ليلة شتاء على غير العادة....دافئة....فى هوائها رائحة الصيف...
البدر يعكس ضوئة على (السطح) الفارغ....لم تعد هناك طيور.... أصبحت (العشش) مفتوحة فارغة ... لم تعد هناك مقاعد تنتظر من يجلس عليها....لم تعد نغمات الجيتار.... لم يعد الغناء مسموع...لم يعد هناك نكاف الأخ و أختة.... (السطح) مغطى أرضيتة بطبقة من التراب الناعم تحركة نسمة الهواء....
أصبح البيت فارغ من أهلة .... (السطح ) فارغ .... ولكن على أرضيتة مرسوم خيال أسود لجسد يقف أعلى (غرفة الخزانات) !
إنة هو!
أصبح فى الثالثة والعشرين من عمرة .... يتأمل أركان (السطح) من الأعلى .... ينظر الى (سور السطح) المطل على الشارع الرئيسى ليرى فى عينة أمة و أختة ونفسة وهو طفل صغير..... وينظر الى الركن الأخر فيرى فى عينة (نفسة) وهو صبى فى السابعة عشر يغنى ويعزف على الجيتار ....يرى فى عينة التجمع الأسرى فى الليلة الصيفية ...
تدمع عيناة (دمعة دافئة) لتسقط من أعلى. | |
|
الثلاثاء مايو 03, 2011 11:16 am من طرف mahmed_dena