بالرغم من انها مرات معدودة تلك اللى اتمديت فيها على رجلي الا ان اكثرها
اثرا فى الذاكرة هى ما سأرويها
تكمن مشكلتى فى ان والدتى مدرسة فهى مدرسة خارج المنزل و ايضا داخله و
طبعا لا احتاج الى وصف ما كان يحدث اخر الشهر عندما تاتى الشهادات فكنت
ارى اخوتى ( انا الأصغر ) و قد تبدل حالهم فقد اصبحت افدامهم لأعلى و
رؤسهم لأسفل و ارى والدتى و هى تنهال ضربا بالعصى على ارجلهم و لا اسمع
سوى سوت طرقعة العصى على اقدامهم و صوت عويلهم و الكلمات المتكررة ( و
الله اخر مرة المرة اللى جايه حاجيب نمرة احسن ) فلقد كانت نسبة النجاح
عند والدتى من 70 % فما فوق و الا تكمل هى النسبة على قدم من يسوقه حظه
العثر الى عصاها المهم و كنت انا ممن يعتبرون من الطلبه الفالحين( يعنى
يادوب اعدى الـ 70% بالعافية ) و ذلك كى اهرب من قلبة الحال اللى باشوف
فيها اخواتى و خصوصا اخى الأكبر مباشرة فلقد كان شقيا جدا و كانت نسبته
فى الأغلب تستوجب حوالى 20 عصا على قدمه لدرجة انا مرة قولت له عندما
كبرنا احمد ربنا ان مافيش شهادات فى ثانوى و الا كنت زمانك بتغير قدم
رجلك كل 3 شهور زى كاوتش العربية ) المهم و جاء اليوم الموعود فنتيجة
عدم اتضاح الرؤيا فى الفصل اختلطت عليا الأرقام عند كتابة المسائل فى
امتحان الحساب (الله يخرب بيته ) فقمت بكتابة ارقام المسألة الأولى مع
ارقام المسألة الثانية و هكذا و طبعا كانت النتيجة سقوط مع مرتبة الشرف
المشكلة لم تكن فى انى لأول مرة احصل على صفر المشكلة انى بدأت فى البكاء
من المدرسة حتى وصولى الى البيت لأننى كنت اتخيل ما سيحدث لى من امى
الحبيبة ما هى شيء بالعقل اخى الأكبر عندما يحصل على 12 من 20 فى اى مادة
يعنى ناجح بياخد حوالى 8 عصيان من اللى يشفوا العليل امال انا اللى
جايب صفر حايجرى لى ايه المهم وصلت البيت و نتيجتى واضحة على ملامحى و
علشان الحكاية تكمل كنت اول واحد وصل يعنى الإفتتاحية و سألتنى الوالدة
ها النتيجة طلعت بتاعة امتحان الحساب و العربى فأجبت : نعم جيبت 16 من
20 فى العربى ثم سكت فنظرت امى الى وقالت: و الحسااااااب فسكت فقالت
لى : لو سقطت ادخل غرفتك دلوقتى لحد ما اخواتك يرجعوا من المدرسة فبكيت
و توسلت و لكن دون اى جدوى كان القرار حاسما و دخلت غرفتى و بعد ساعات
اجتمعت الأسرة الكريمة انا و اخوتى اختى الكبرى ناجحة و اخى الذي يليها
برده تمام اما انا و اخى الأخر كنا كالكب الأجرب نظرت امى الى اخى و
قالت طيب انت و عارفين انك بليد ثم نظرت الى و قالت اما انت فانا لن
اسمح لك بانك تكون بليد و بالفعل قالتفتت امى و قالت لأخى يالا بسرعة
اقعد على الكرسي و حط رجلك على الترابيزة و بالفعل امتثل اخى للأمر و اخد
نصيبه حوالى 11 عصاية كانت الواحدة منها كافيها لقتلى 10 مرات ثم جاء
دورى و قالت : يالا زى اخوك و لكن عندما جلست فوجئت بأنها تأمر اخى
الأكبر : امسك رجل المحروس و لو فلت منك يا ويلك انت .و لم ينتظر اخى
اكثر من ثانية و بالفعل مسك رجلى مسكة لم استطع ان اهرب منها قيد انملة
و سمعت امى تقول : شوف اول مرة اصعب مرة لو انا تهاونت معك المرة دى
حاتبقى عادة عندك انك تبقى بليد زى اخوك الخايب و ماتذاكرش علشان كده
المرة دى عمرك ما حاتنساها و بالفعل كنت اعتقد ان الأمر سيقتصر على 20
عصاية هى مجموع الدرجات و لكنى بعد اول عصاية نزلت على رجلى عرفت انى لن
اتحمل حتى اول 5 عصيان و بعد الثالثة بدأت فى الصريخ و لكن دون اى جدوى
فالوالدة كانت تعرف من اين تؤكل الكتف اقصد الرجل و العصاية الواحدة من
ايدها كانت شفا المهم وصلت لحد الـ 20 و انا بالكاد استطيع الرؤيا من
كتر الدموعفى عينى و فوجئت بها تقول كده 20 عصاية بـ 20 نمرة الـ 10 دول
بقى علشان تحرم تسقط تانى و بالفعل عدت 10 عصيان و انا لا استطيع حتى ان
اصرخ من شدة الألم . و بعد المد طبعا لازم تجرى علشان الدم يجرى فى رجلك
تانى . اللذيذ فى كل تلك المحنة هو ما قاله لى اخى و عندما دخلنا غرفتنا
و نحن نبكي من شدة الألم فعندما اغلق الباب علينا فوجئت به يضحك و يقول
لى : ايوة كده الواحد يلاقى حد يونسه و هو بيتمد . و لم اتمالك نفسي
ووجدت نفسي اضحك بالرغم من كل الآلام التى اشعر بها فى قدمى كانت هى تلك
قصتى مع المد و هى صحيحة لا كذب فيها و لا مبالغة و للعلم حتى اكون امينا
اننى كنت نسيت التفاصيل حتى ذكرنى بها اخى عندما تذكرنا ذكريات الصغر
سويا عندما قمت بزيارته فى منزله بعد ان صار مهندسا معماريا مرموقا
الأربعاء أبريل 20, 2011 9:06 pm من طرف mahmed_dena