---

<blockquote>السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
</blockquote><blockquote>الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد/
</blockquote>
التربية بالمنظور الاسلامى السلفى الذى نقصدة هى العمل على بناء افراد
بعقائد سلفية صحيحة ومفاهيم اسلامية نقية وتجهيزهم كلبنات لاعادة بناء
المجتمع المسلم 0
فلا بد من تربية جيل على نمط الصحابة ( رضى الله عنهم جميعا
)يعتقدون معتقدهم وينتهجون نهجهم فى كل شئ ، فى فهمهم للكتاب والسنة وفى
اخلاقهم ومعاملاتهم وعبادتهم واخلاصهم وزهدهم فى الدنيا ورغبتهم فى الاخرة
وفى محبتهم لله عز وجل وللنبى ( صلى الله علية وسلم ) كى يمكن الله لنا كما مكن لهم بل كى نهناء بالسعادة فى الدارين 0
وهذا لايتحقق قط الا بالتربية الايمانية التى كانت هم النبى ( صلى الله علية وسلم ) وشغلة الشاغل باليل والنهار ان يربى الصحابة الكرام 0
ولكن ياترى على اى شئ كان يربى النبى ( صلى الله علية وسلم ) هؤلاء ؟
هل كان يربيهم كما يربى الكثير من المسلمين اليوم ابنائهم على الهو والعب والاخلاق السيئة وغير ذالك 0 كلا ورب الكعبة 0
انما كان يربيهم على امر عال وشاق كان يربيهم على القيام والصيام والذكر وتدبر القراءن 0
وقبل كل هذا كان يربيهم على معرفة الله تعالى وانهم عبيد لله جلا جلالة
وحدة تحت سمائة وفوق ارضة وان الامر امرة وان النهى نهية وان الدين ماشرع
وان مابيهم من نعمة فهى من الله وحدة وان هناك يوم تتبدل فية الارض غير
الارض والسموات وهناك اهوال عظام يشيب من هولها الولدان وان هناك جزاء عظيم
للطاغين وعقاب اليم للعصاة والكافرين وان الحساب يومها على مثاقيل الذر 0
فمن ثم احبوا الله عز وجل فلما احبوة عبدوة واطعوة 0
فرض الله عز وجل عليهم بما فيهم النبى ( صلى الله علية وسلم ) قيام اليل عاما كاملا 0
روى مسلم فى صحيحة من حديث ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها قالت فرض الله عز وجل على نبية ( صلى الله علية وسلم ) قيام اليل فقام وقام الصحبة معة حولا كاملا واحتجز الله خاتمة السورة اثنتى عشر شهرا ثو نزل بعد ذالك التخفيف 0
وقصدت بقولها رضى الله عنها فرض قيام اليل بقولة تعالى ( ياايها المزمل - قم اليل الا قليلا - نصفة اوانقص منة قليلا - او زد علية ورتل القراءن ترتيلا )
وقصدت بالتخفيف الاية الاخيرة من نفس السورة وهى قولة تعالى ( ان ربك يعلم انك تقوم ادنى من ثلثى اليل ونصفة وثلثة وطائفة من الذين معك والله يقدر اليل والنهار علم ان لن تحصوة فتاب عليكم فاقرءوا ماتيسر من القراءن علم ان سيكون منكم مرضى وءاخرون يضربون فى الارض يبتغون من فضل الله وءاخرون يقاتلون فى سبيل الله فاقرءوا ماتيسر منة واقيموا الصلاة وءاتوا
الزكاة واقرضوا الله قرضا حسنا وماتقدموا لانفسكم من خير تجدوة عند الله
هو خير واعظم اجرا واستغفروا الله ان الله غفور رحيم )
فانظر رحمنى الله واياك اليس من الغريب العجيب ان يفرض قيام اليل عليهم لاسيما وقد كان هذا قبل ان تفرض الصلوات الخمس وقبل ان تنزل الحدود والاحكام والتشريعات 0
اليس هذا من العجيب ويدعونا لنتفكر ونتامل فى هذا ، وانما كان ذالك كذالك
تربية لهؤلاء ورفعة لمستواهم الايمانى فى ربط قلوبهم بالله عز وجل وكان هذا
مما ميز القرءان المكى - اى الذى نزل بمكة - من تكرار امور الاخرة على
اسماع هؤلاء حتى صاروا وكانهم يرون الاخرة راى العين فسارعوا لرضا الرحمن
وقالوا جميعا على لسان وقلب رجل واحد سمعنا واطعنا 0
تقول ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها اول مانزل من القرءان سورة فيها ذكر
الجنة والنار - تعنى بذالك سورة المدثر وهى ثانى سورة نزولا وفيها يقول
الله تعالى ( وماجعلنا اصحاب النار الا ملائكة ) وفيها قولة تعالى ( كل نفس بما كسبت رهينة - الا اصحاب اليمين - فى جنة يتساءلون - عن المجرمين ) -
حتى اذا ثاب الناس الى الاسلام نزل بعد ذالك الحلال والحرام ولو نزل من اول
الامر لاتزنوا لقالوا لاندع الزنا ابدا ، ولو نزل لاتشربوا الخمر لقالوا
لاندع الخمر ابدا ، انزل على النبى ( صلى الله علية وسلم ) وانا جارية العب قول الله تعالى ( بل الساعة موعدهم والساعة ادهى وامر )
ومانزلت البقرة وال عمران - كناية عن الحلال والحرام - الا وانا عندة فى المدينة 0
فتامل رحمنى الله واياك فى هذا الفقة التربوى القراءنى والنبوى فى التعامل
مع هذة النفوس البشرية التى ترعرعت فى الجاهلية وشربت من اعرافها وتقاليدها
التى تصتدم مع دين الله عز وجل وشرعة 0
تامل كيف تعامل القرءان المكى - اى الذى نزل بمكة فى اول الدعوة
- الذى كانت جل اياتة ذكر الجنة والنار واهوال القيامة مع هذة النفوس
فغيرها تغيرا جزريا فانقلبوا راسا على عقب من الجاهلية الجهلاء الى نور
الاسلام والايمان وذالك ببركة التربية الايمانية فى دار الارقم قبل ان
يواجة هؤلاء اعداء الله تعالى بالدعوة والجهاد 0
لكن كيف استجاب هؤلاء ؟ كيف تركوا الخمر ؟ كيف تركوا الفواحش ماظهر منها
ومابطن ؟ نذكر هذا مع ذكر بعض الامثلة ان شاء الله تعالى فى الجزء الثانى