صحف إسرائيل تكثف هجومها على مصر بعد توقيع المصالحة

فى أول رد فعل
على نجاح مصر فى إنهاء الانقسام الفلسطينى واحتفالها أمس مع الفصائل
الفلسطينية فى القاهرة بتوقيع المصالحة التى هاجمها بنيامين نتانياهو رئيس
وزراء إسرائيل، وانتقد دور مصر فى إنجاحها، أعدت وسائل الإعلام الإسرائيلية
تقريراً يزعم أن القاهرة لن تكون قادرة على إنجاز أى من أهداف ثورة 25
يناير، وأنها فشلت تقريباً فى إدارة أمور البلاد، وأصبحت الفوضى تملأ حياة
المصريين، ويتوقع أن تغرق مصر فى مزيد من الفوضى.

وذكرت صحيفة
هاآرتس الإسرائيلية فى تقريرها الذى أعده تسيفى بارئيل الكاتب الصحفى
والمحلل السياسى الكبير، المعروف بعلاقاته الوثيقة بالدوائر الأمنية
والسياسة فى إسرائيل، أن ثورة 25 يناير المصرية التى أبهرت العالم أجمع
بدأت إنجازاتها فى التلاشى والاختفاء فى ظل حالة الانفلات الأمنى والتدهور
الاقتصادى والسخط الشعبى الذى تعانى منه مصر والمصريين الذين لا يجدون من
يغيثهم عندما يستدعوا النجدة، ولا يعرفون إلى أين سينتهى مصيرهم السياسى
والمعيشى.

وضربت الصحيفة الإسرائيلية العديد من الأمثلة التى زعمت
أنها تمثل حالة التدهور والغياب الأمنى والقانونى فى مصر، وذكرت أن شوارع
العاصمة المصرية القاهرة ومعظم المحافظات تعانى من غياب الشرطة ويسود بها
الانفلات الأمنى وعدم الأمان وغياب القانون، والمجرمين يسيطرون على معظم
الشوارع الخلفية، وحتى الباعة الجائلين ينتشرون فى الشوارع مستغلين غياب
الشرطة.

وحتى مطار القاهرة الدولى الذى يعتبر مؤسسة رسمية ذات مكانة
وهيبة لمصر، يسوده حالة من العبث وغياب القانون، نظرا لما يقوم به حاملى
الحقائب من تغير العملات الأجنبية للمصريين الهاربين من ليبيا، وضرب هؤلاء
الحمالين عرض الحائط بالقانون وخالفوه وتحولى إلى مكاتب وتجار صرافة وتغيير
عملات أجنبية.

كما وجه الصحفى والمحلل الإسرائيلى تسيفى بارئيل
هجومه وانتقاه اللاذع لحكومة رئيس الوزراء عصام شرف، ووصفها بأنها حكومة
"خيال مآتة" وبلا قرار، وزعم أن الكثيرين فى مصر يعتقدون أنها ليست حكومة
الثورة، بل حكومة يحركها ويأمرها المجلس العسكرى ويوجهها كيفما شاء.

ليؤكد
بذلك بارئيل، أنه يعرض وجهة نظر تل أبيب التى وصفت قبل ذلك بأنها حكومة
"معادية للسامية" بسبب مواقفها تجاه قضية تغيير أسعار الغاز المصرى المصدر
لإسرائيل، ومواقف وزارة الخارجية التى ترفضها إسرائيل لأنها تدعم الشعب
الفلسطينى، خاصة فى قطاع غزة المحاصر، وظهر ذلك من خلال إعلان وزير
الخارجية نبيل العربى فتح معبر رفح أما الفلسطينيين المحاصرين فى غزة خلال
أيام.

وزعمت هاآرتس الإسرائيلية، أن شباب الثورة وشباب القوى
السياسية التى شارك فى الإطاحة بنظام الرئيس السابق حسنى مبارك، أصبحوا
رافضين لحكم المجلس العسكرى وغير واثقين فى إدارته لمختلف القضايا، وزاد
القلق على مصر ومستقبلها لدى هؤلاء الشباب، نظراً لما تمر به البلاد من
أوضاع متردية.

وأخيراً، أشارت الصحيفة الإسرائيلية أن الوضع
الاقتصادى الصعب الذى تعانى منه مصر عقب ثورة 25 يناير، وزعمت أيضاً أن
القاهرة لن تستطيع أن تجد اى مخرجا لعلاج وضعها الاقتصادى المتدهور رغم
محاولات اقتراضها من كافة دول العالم، خاصة الدول الخليجية، وذلك نظراً لما
تعانيه مصر من عجز فى الميزانية، وانخفاض متوقع للنمو الاقتصادى.